ياهو وحلم العودة!
5 أكتوبر 2019
بدون أي مقدمات كدة أعلنت ياهو عن الBranding الجديد ليها وخلوا اللوجو شبابي ومودرن أكتر وده في نفس الوقت اللي بيتعلن فيه انهم بدأوا دفع تعويضات توصل ل500 دولار للمستخدم الواحد للمتضررين اللي تم تسريب بياناتهم في الفترة من 2012 ل2016.
مش محتاج أتكلم عن ياهو اللي بتحسسنا كلنا بالنوستالجيا وكانت بوابتنا للشات والأخبار والايميلات وكل حاجة ليها علاقة بالإنترنت، لكن السؤال المهم جداً ليه ياهو فكرت تعمل Rebranding التاني في أقل من 6 سنين ودي تعتبر مدة قليلة جداً لإن من الصعب إنك تغير هويتك كل شوية؟ – ده موضوع حنتكلم عليه في وقت تاني-.
قبل ما أجاوب على السؤال حذكر شوية تواريخ تسهل علينا الإجابة :
-1 فبراير 2008
عملاق التكنولوجيا مايكروسوفت يعرض شراء ياهو مقابل 44.8 مليار دولار بعدها ب10 أيام بس مجلس إدارة ياهو رفض العرض، وكان السبب من وجهة نظرهم العرض غير مناسب واقل من قيمة الشركة ساعتها مايكروسوفت كانت شايفة إن الحاجة الوحيدة اللي توقف جوجل هيكون الصفقة دي لكن محصلتش.
-يناير 2009
تعيين كارول بارتز كـCEO جديد بدلا من المؤسس جيري يانج اللي كان شواف وعرف إن الشركة جابت آخرها ومفيش مجال للتطور أكتر وقرر يستقيل من 2008 بس فضل في مكانه لحد ما يلاقوا حد مكانه يقدر يطور من الشركة أكتر ويخليها تنافس جوجل.
-25 أغسطس 2009
ياهو تقرر الاهتمام بالسوق العربي وتعلن عن شراء موقع مكتوب الاردني ب85 مليون دولار ويتعبر مكتوب – الله يرحمه- وقتها أكبر موقع للبريد الالكتروني بالشرق الأوسط بعدد مستخدمين 16.5 مليون وبالمناسبة ده كانت النواة لبداية سوق دوت كوم وكاش يو وغيرهم لما بقوا شركة منفصلة.
-يناير 2011
القيمة السوقية لياهو بتوصل ل22 مليار دولار يعني أقل من نص الرقم اللي كانت هتدفعه مايكروسوفت وده مع غضب المستثمرين بشكل كبير من عدم تطور الشركة تحت إدارة كارول.
-سبتمبر 2011
اقالة كارول بارتز من منصبها بعد سنتين ونص بس، من خلال مكالمة تليفون مع مجلس إدارة الشركة اللي مكانوش راضيين تماما عن الأداء وعينوا مكانها مؤقتاً المدير المالي تيم موريس لحد ما يجيبوا CEO جديد.
-يناير 2012
تعيين سكوت تومسون CEO جديد بعد 3 شهور من ولايته أعلن سكوت من خلال ايميل لكل الموظفين عن خطة جديدة لإدارة الشركة منها نيته تسريح 2000 موظف وعمل إعادة هيكلة كاملة ويكون التركيز الأساسي للشركة على العميل فطبعا الدنيا هاجت عليه وبدأ ناس يستقيلوا والوضع مبقاش مستقر، فمجلس الادارة قاله خطتك وأخلع وأقالوه.
-مايو 2012
التوصل لإتفاق مع ماريسا مايرز واحدة من أهم الموظفين في جوجل عشان تكون الCEO الجديد والأخير لياهو، ماريسا كان محطوط عليها آمال كبيرة من كل الناس أنها تقدر تستفيد من تجربتها الناجحة في جوجل وتنقلها لياهو وبالفعل الست كانت بتحرت وتشتغل وتطور من الشركة وقدرت خلال سنة واحدة تعلي من سعر أسهم الشركة للضعف.
-مايو 2013
ياهو تعلن استحواذها على موقع المدونات تمبلر في صفقة تمنها 1.1 مليار دولار على جانب آخر قبلها بسنة بس فيسبوك بنفس الرقم تقريبا كان استحوذوا على انستجرام مع الفارق الكبير بين الاتنين دلوقتي.
-أغسطس 2013
أعلنت ياهو عن عمل Rebranding جديد يناسب الشركة ورؤيتها الجديد والمرة دي الحملة التسويقية للموضوع كانت اسمها ‘كل يوم لوجو لمدة شهر” وده بجد مش هزار هما فعلاً عملوا 29 لوجو في 29 يوم وفي ال30 أعلنوا عن اللوجو النهائي اللي فضل مكمل لحد يوم 5 أكتوبر 2019 وطبعا كل ده بلح.
-ديسمبر 2014
ياهو تقرر اغلاق منتديات مكتوب بشكل مفاجئ لكل الناس وقالوا في بيانهم للناس – يلا انقلوا على تمبلر بقى يا اخوانا-.
-ديسمبر 2015
جلسة عاصفة بين مايرز وبورد ياهو عشان يشوفوا هل حتكمل في منصبها ولا ولا لا خصوصاً إنها استحوذت على حاجات كتير في فترة قليلة وفي حاجات كان عليها علامات استفهام زي تمبلر اللي محققش العائد المادي المرجو منه ولا كان في خطة تطوير منها ليه، ولا يبيعوا الشركة ويخلصوا لكنهم قرروا يكملوا مع شرط إنها تقلل من مصاريف الشركة بنسبة 15٪.
-25 يوليو 2016
عملاق الاتصالات الأمريكي فرايزون بيقدموا عرض لشراء ياهو مقابل 4.83 مليار دولار ويتم الموافقة عليه أخيراً ولكن لحسن حظهم في سبتمبر 2016 بيتعلن أن في أكتر من 500 مليون مستخدم تم اختراق حساباتهم في سنة 2013 و2014 -اللي طلع بعد كدة إن الموضوع اتأثر بيه 3 مليار حساب – وده بيخلي فيرايزون يقدموا عرض شراء جديد أقل ب350 مليون من القديم.
-8 يونيو 2017
استقالة ماريسا مايرز من منصبها واستحواذ فرايزون بشكل رسمي على ياهو تبعها في 2018 غلق ياهو ماسنجر بعد 20 سنة عشان يبدا عصر جديد لياهو.
التواريخ كلها اللي فوق بتبين التخبط الشديد اللي مرت بيه ياهو خلال آخر عشر سنين من تغيير مديرين تنفيذيين للاستحواذ على مواقع وقفلها، لتفكير في البيع وبعدها الرفض وغيرها من القرارات المترددة والغبية اللي بيتحملها بشكل كامل مجلس الإدارة.
من وجهة نظري الريبراندنج الجديد هو محاولة من فرايزون لاستغلال اسم ياهو اللي لسة الناس بتحبه بس مش بتثق فيه ودايما بتفضل عليه خدمات جوجل وبعديه مايكروسوفت.
على الرغم من إن أول حاجة عملتها فرايزون بعد الاستحواذ هو دمج ياهو مع AOL – أقدم خدمات بريد إلكتروني في العالم – تحت اسم Oath لكن حتى الآن الموضوع فاشل فشل ذريع ومسبب مشاكل كبيرة ليهم، ورغم تأكيدهم المستمر على عدم نيتهم إلغاء اسم ياهو لكن توقعي الشخصي إن ده حلم العودة والفرصة الأخيرة لكائن البنفسجي المحبب إلى قلبي أو النهاية الحزينة.
في النهاية توقعاتكم هل هتقدر ياهو ترجع لمكانها القديم ولا يبقى الحال على ما هو عليه شاركوني ارائكم في الكومنتات ولو عجبك المقال شير في الخير.